بقلم: وانغ لي، الرئيس التنفيذي لهواوي في العراق
ساهم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين كفاءة الأعمال وتمكين الاتصالات في جميع أنحاء العالم. وتشهد التقنيات الحديثة مثل الجيل الخامس والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي و"بلوك تشين" تطوراً متسارعاً، حيث يتزايد الاعتماد عليها في إنجاز الأعمال، وتسعى العديد من القطاعات إلى إنجاز التحول الرقمي لتحسين الإنتاجية وضمان مواصلة الأعمال وتنميتها وتعزيز التعاون بين الموظفين. وفي ظل الأزمة التي فرضها تفشي الجائحة، برزت أهمية إنشاء بنية تحتية متينة لتقنية المعلومات والاتصالات وازدادت الحاجة إلى الخبرات التقنية.
أما في الشرق الأوسط فتبرز الفجوة الكبيرة بين العرض والطلب على مواهب تقنية المعلومات والاتصالات، حيث أن هناك نقصاً كبيراً في المواهب التقنية مقارنةً مع الطلب عليها. لذا، تبذل المؤسسات التعليمية جهوداً كبيرة لدفع عجلة التطور التقني. وباعتبارها شركة عالمية رائدة في توفير الحلول التقنية، تسعى هواوي إلى بناء نظام إيكولوجي تعاوني ومفتوح للمواهب التقنية بما يرخي بسدول الفائدة على الجميع. وندرك جيداً أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في تنمية النظام الإيكولوجي للمواهب، حيث نتعاون مع الهيئات الحكومية المحلية والمؤسسات التعليمية على نشر المزيد من مبادرات دعم المواهب وتعزيز الابتكار والعمل المشترك لمواجهة التحديات.
وتعاونت هواوي مع العديد من المؤسسات الحكومية المرموقة مثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق وكردستان على رعاية مواهب تقنية المعلومات والاتصالات المحلية للمساهمة في إعداد الجيل القادم من قادة التكنولوجيا. كما تمكنا من تنظيم مسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات في العراق والتي شهدت مشاركة العديد من المواهب المميزة بشكل متواصل منذ عام 2017 بفضل دعم ورعاية الوزارة.
كما نظمت هواوي مؤخراً النسخة الرابعة من مسابقة تقنية المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط والتي شهدت مشاركة العديد من الطلاب العراقيين الموهوبين. وفي عام 2020، شارك 963 طالباً من أكثر من 25 جامعة عراقية في التصفيات التمهيدية للمسابقة، حيث اختير ثلاثة من الطلاب المميزين لتمثيل العراق والتنافس مع بقية الفرق في التصفيات الإقليمية. وفاز فريق يتألف من طلاب من جامعة صلاح الدين وجامعة السليمانية التقنية وجامعة نينوى بالمركز الثاني في التصفيات الإقليمية، فيما نالت السيدة ماردين عبد الله أنوار، المحاضرة ورئيسة وحدة تقنية المعلومات والتخطيط والإعلام في جامعة صلاح الدين جائزة "المعلم المميز".
كما تعاونت هواوي مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على تنظيم مبادرة "بذور من أجل المستقبل" للإيفاء بالمسؤولية الاجتماعية للشركة منذ عام 2018. وتهدف المبادرة إلى تنمية المواهب التقنية المحلية وجَسر الفجوة بين الدول والثقافات. وبفضل الدعم الذي قدمته الوزارة، تمكّن 60 طالباً عراقياً من المشاركة في البرنامج. وفي عامي 2018 و2019، أوفدت الوزارة العديد من طلاب الجامعات العراقية إلى الصين لمدة أسبوعين، حيث تعرّف الطلاب على تاريخ البلاد والتراث والثقافة الصينية وتلقوا التدريب على أحدث التقنيات واطلعوا على أفضل الممارسات العالمية. وبسبب تفشي الجائحة، تم تنظيم البرنامج عبر الإنترنت في العام الحالي حيث وفرنا التدريب على تقنيات المعلومات والاتصالات إلى 40 طالباً عراقياً.
واستضافت هواوي في العام الماضي قمة تعليمية عبر الإنترنت بعنوان "التعليم مستمر" بالتعاون مع معهد اليونسكو لتقنية المعلومات في التعليم ومكتب اليونسكو في العراق ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي. ووفرت القمة الدعم إلى شركاء أكاديمية هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات والجامعات لمواصلة العملية التعليمية في العراق. وشارك في القمة التعليمية التي أقيمت عبر الإنترنت أكثر من 60 قائداً وخبيراً من الجامعات العراقية. كما شارك العديد من الخبراء الأكاديميين الصينيين الذين أثروا القمة بخبرتهم الكبيرة وتحدثوا عن أفضل الممارسات التعليمية والتحديات التي تواجه التعليم عن بعد بسبب تفشي الجائحة. وفي العام الحالي، نظمت هواوي بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ورشة عمل عن استخدامات الذكاء الاصطناعي في قطاع الاتصالات، حيث ساهمت الورشة التي تم عقدها عبر الإنترنت في تنمية المهارات التقنية لأساتذة المدارس والجامعات في البلاد.
تُبرز هذه الأنشطة والمبادرات أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في تطوير النظام الإيكولوجي للمواهب التقنية في العراق. وفي ظل الخطط التي تهدف إلى بناء مجتمع ذكي ومستدام وقادر على مواجهة التحديات، ينبغي تعزيز التعاون المفتوح بين القطاعين العام والخاص لتوفير أحدث التقنيات الرقمية إلى الجميع.