كانت التحضيرات لاستضافة العراق لملتقى المدونين العرب قد بدأت منذ ورشة التدريب التحضيرية الاولى للمدونين العراقيين برعاية منظمة IMS الدنماركية في اربيل عام 2011 والتي تبعها المؤتمر الاول للمدونين العراقيين في شهر شباط 2012, والذي كان يفترض ان يكون مؤتمر تحضيري لاستضافة مؤتمر اوسع للمدونين العرب في العراق, كما اعلنت مسابقة لتصميم شعار لهذا المؤتمر المزمع.
"يحضر السرج قبل الحصان" مثل عراقي |
لكن ماذا حصل؟
استمرت التحضيرات والمشاورات والتدريبات والورش صحبها ارتباك في تحديد مكان الدورة في بغداد ام في كردستان, وارتباك ايضا في المواعيد وتأجيلات مستمرة حتى تلاشت الآمال.
المعضلة الاخرى كانت في "عروبة" المؤتمر, حيث كانت المنظمة الدنماركية التي تمول بسخاء! تريده مؤتمر للشرق الاوسط حيث ان الغرب يفضل استخدام مصطلح الشرق الاوسط على الوطن العربي احتراما لإسرائيل وغيرها, وكذلك تمثل كلمة "عرب" حرجا في العراق فهي تعني لدى البعض "ارهابيين" كما تمثل مصطلحات "الأمة العربية" و "الوطن العربي" شعارات النظام السابق!
مؤتمر المدونين العرب يذهب الى الأردن:
تفاجئنا أخيرا ان المؤتمر الذي كنا نصبو اليه سيقام في عمان العاصمة الاردنية ودون اي اشعار مسبق لا من القائمين عليه ولا من المدونين العراقيين المدعوين لحضوره.
ويبدو ان مؤتمرات المدونين العرب محجوزة مسبقا لنفس المدونين في كل عام وكان آخر مؤتمر في تونس نهاية 2011.
وحال هذا المؤتمر كحال خليجي البصرة وغيره والفشل ليس جديدا على العراق منذ انهياره الوطني والاخلاقي والعسكري والاقتصادي والرياضي بعد ان كان نموذجا يقتدى به في الوطن العربي وفي كل المجالات. والمؤتمر لو حدث في العراق كان سيكون فاشلا ايضا ومنمقاً بالشعارت والهوسات.