سنا الجزائري / الحزب الشيوعي العراقي
نشر بتاريخ الأحد, 04 آب/أغسطس 2013
ونحن نحتفل بعيد الصحافة الشيوعية، التي قدمت الكثير للصحافة العراقية، باعتبارها صحافة التزمت هموم الناس وطموحاتهم، اود هنا أن أفتح بابا للنقاش حول مستقبل الإعلام التقليدي في العراق، ومن ضمنه صحافة الحزب الشيوعي، وهل سيؤدي الإعلام الجديد بما فيه الفيسبوك التويتر والانستغرام والبرنتس وغيرها الكثير إلى انحسار دور الإعلام التقليدي؟ كيف سيكون إعلامنا في السنوات القادمة؟ وكيف ستكون صحفنا؟
إن مراقبة تطور وسائل الاعلام الجديد، تجرنا إلى مراقبة تدهور وسائل الإعلام التقليدية، وربما موتها بسبب الإنخفاض الكبير في نسبة القراء التقليديين، ليس على مستوى العراق فحسب إنما على مستوى العالم. بعض بلدان العالم بدأت فرض رسومات مادية معينة من أجل بيع نصوص عن طريق شبكة الانترنيت. المعلومة ما زالت تشترى ولم يتغير سوى شكل الوسيلة حيث أصبحت تباع إلكترونيا عن طريق وجود مايسمى السوق الإلكتروني. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل مازال الإعلام التقليدي ينافس الإعلام الجديد؟ الجواب لا، لان لغة الصورة باتت أغنى بكثير وفاقت النص بشكل كبير.
إن وسائل الإعلام الإجتماعية بما فيها مواقع التواصل الإجتماعي، حققت نجاحا كبيرا وساعدت على نموها التكنولوجيا الحديثة. أصبحنا نقرأ الخبر ونحن في السيارة، ونحن في الباص، ربما في الشارع، او قبل أن ننام وفي اي مكان يمكنك تخيله. يكفي أن تملك هاتفا محمولا ذكيا. فمن خلال الاخير تستطيع قراءة نص، مشاهدة صورة، لا بل أن تتفرج على بث حي من قنوات إعلامية عالمية. كل هذا التطور سهل علينا إختصار الوقت وعدم رهن انفسنا في مكان واحد. لا بل نتنقل كهاتفنا المحمول ونكون أغنياء بالمعلومة التي هي ليست بمجانية.
هذا التطور التكنولوجي بحد ذاته قد اثر ويؤثر علينا إجتماعيا وثقافيا وسياسيا وحتى إقتصاديا. وأصبحت خبراتنا في كل المجالات أوسع بكثير بفضل النصوص السلسة والقصيرة التي تختصر تجارب ّاِّخرين من بلدان العالم. إنها تجعلنا نتبادل التجارب بطريقة مسلية وسهلة. أصبحت عبارة العالم قرية واحدة ليس مجرد عبارة تقال فنحن نعيش ونشعر بذلك بشكل يومي كانه عالم حقيقي وليس افتراضي. ولهذا يجري الحديث عن ضمور الصحافة التقليدية بضمور عناوين مطبوعاتها وبيع النسخ القليلة منها.. الاعلانات هي ما تبقى لتبقى الصحف مثلا مستمرة.
وفي أحدث الاحصائيات حول فرض الرسوم على بعض النصوص في الانترنيت توضح زيادة في عدد القراء الالكترونيين والتي جعلت القارئ لا يتوقف عن القراءة، لا بل جعلته يفضل القراءة على شبكة الانترنت. هذه التطورات جعلت الفرد يتسوق كتبا الكترونيا ليحتفظ بها في «الايبادات» مثلا حفاظا على البيئة من الاوراق المضرة لها، فكل ما لايعاد تدويره مضر لها ، مما حدا بالكثير من الصحف والمجلات ان تحول نسختها الورقية الى الكترونية.
الصحف عموما في كل العالم تتكون من الصحافة الورقية والإلكترونية وموقعها الأصلي على شبكة الانترنت ومثله يواكب نسخة أخرى في الهاتف المحمول إضافة الى تطبيق باسم الصحيفة ، والأخير من الممكن تحميله على الهاتف المحمول أو «الايباد « وأخيرا موقعها على مواقع التواصل الاجتماعي. أما مواقع التواصل الإجتماعي فهي كثيرة جدا ومنها الفيسبوك والتويتر، وإذا اراد المرء أن يحذف شيئا واحدا مما ذكرته فإن ذلك من شأنه أن يعوق المهنة ويسبب نقصا في إرسال المعلومة، فكل واحدة منها تكمل الاخرى .
وجود كل هذا له فوائد كبيرة ليس فقط في إرسال المعلومة وإنما يلعب دورا رئيسا في بناء علاقة بين المستقبل وبين المرسل وأيضا لخلق صحافة جادة وواضحة. الفائدة الاخرى هي خلق جمهور واسع من القراء بسبب قوة وسائل الاعلام الالكترونية جنبا إلى جنب مع الموقع الاصلي ومواقع الهواتف المحمولة وتطبيقات الهاتف المحمول. لكن الفوائد هذه لا تقتصر على هذا فقط وإنما تتعدى إلى أغراض التواصل والإندماج مع الناس وأفكارها. فمن خلال وسائل الإعلام الإجتماعية بإمكاننا أن نقوي ونعمق العلاقة مع الافراد، والتي تحتاج لسنوات طويلة لبنائها. وإضافة لكل ما ذكرته فهي تزيد أعداد الناس وتضاعفهم في زيارة صفحاتنا الإلكترونية على سبيل المثال. لأن وسائل الإعلام الإجتماعية تمكننا من مراقبة ردود الافعال، المداخلات، ونقد ما نفعله. وهذا يفرض علينا رد فعل سريع لتطوير انفسنا، وسد رغبات الناس وربما إيصال افكارنا وسياستنا واستراتيجيتنا بطريقة أخرى تسد رغبات الجمهور القارئ.
لهذا علينا العمل مع وسائل الإعلام الإجتماعية باسلوب خلاق واستخدام مايوجد من أدوات لتسويق هذه الأفكار التي نعتقد بانها لمصلحة الجميع ولكن بطرق حديثة جدا. ويعتبر تطوير الصحافة الرقمية مهم للغاية بالنسبة لنا ولهم - الجمهور القارئ- واستخدامها بشكل صحيح سوف يساعدنا ويختصر لنا الكثير من الوقت على خلق التزام أقوى معنا والثقة فينا. وإيجاد قضايا وهموم مشتركة.
لكن وسائل الاعلام الاجتماعية ما زالت ظاهرة جديدة على المحررين والصحفيين والموظفين وحتى على الافراد العاديين.و هذا لا يمنع من أن نبحث على التكنولوجيا ونطور من حولنا. فكلنا يحتاج إلى التدريب.
إن استخدام وسائل الإعلام الإجتماعية يجب أن يكون جزءا من عمل مكتب التحرير وألا يكون عمله تقليديا وأن يكون شيئا يختلف عن سابقه، فهو يمنحنا الإمكانيات اللازمة ويجعلنا نعمل بسرعة. ومن ميزاتها تزويدنا بالمصادر والمعلومات بشكل عام، ويجعلنا نستقصي الأحداث والأمور بشكل أفضل ومختلف. وعليه أعتبر وسائل الاعلام الاجتماعية مسألة هامة جدا لضرورتها الحتمية. فهي تواكب كل شيء وتمتاز بمرونتها وتناسب أذواقا متنوعة وتجذب القارئ بسرعة. وفقا لروبرت مردوخ:»ستزول الصحف المطبوعة عام 2040 لتحل محلها النسخة الإلكترونية». ( الصحافة الإلكترونية، الكتاب الالكتروني). و»عصر تراجع مبيعات الصحف وانخفاض عائدات الإعلانات هو عصر تحول الصحف من مطبوعة الى الكترونية». مردوخ « ستتوفر محال إلكترونية لبيع الصحف إلكترونيا تمكن القراء من القراءة ليس من خلال أجهزة الحاسوب فحسب وإنما من خلال الأجهزة النقالة. فمن مميزات هذه الصحف إنها غنية بالصوت والصورة.
نشر بتاريخ الأحد, 04 آب/أغسطس 2013
ونحن نحتفل بعيد الصحافة الشيوعية، التي قدمت الكثير للصحافة العراقية، باعتبارها صحافة التزمت هموم الناس وطموحاتهم، اود هنا أن أفتح بابا للنقاش حول مستقبل الإعلام التقليدي في العراق، ومن ضمنه صحافة الحزب الشيوعي، وهل سيؤدي الإعلام الجديد بما فيه الفيسبوك التويتر والانستغرام والبرنتس وغيرها الكثير إلى انحسار دور الإعلام التقليدي؟ كيف سيكون إعلامنا في السنوات القادمة؟ وكيف ستكون صحفنا؟
إن مراقبة تطور وسائل الاعلام الجديد، تجرنا إلى مراقبة تدهور وسائل الإعلام التقليدية، وربما موتها بسبب الإنخفاض الكبير في نسبة القراء التقليديين، ليس على مستوى العراق فحسب إنما على مستوى العالم. بعض بلدان العالم بدأت فرض رسومات مادية معينة من أجل بيع نصوص عن طريق شبكة الانترنيت. المعلومة ما زالت تشترى ولم يتغير سوى شكل الوسيلة حيث أصبحت تباع إلكترونيا عن طريق وجود مايسمى السوق الإلكتروني. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل مازال الإعلام التقليدي ينافس الإعلام الجديد؟ الجواب لا، لان لغة الصورة باتت أغنى بكثير وفاقت النص بشكل كبير.
إن وسائل الإعلام الإجتماعية بما فيها مواقع التواصل الإجتماعي، حققت نجاحا كبيرا وساعدت على نموها التكنولوجيا الحديثة. أصبحنا نقرأ الخبر ونحن في السيارة، ونحن في الباص، ربما في الشارع، او قبل أن ننام وفي اي مكان يمكنك تخيله. يكفي أن تملك هاتفا محمولا ذكيا. فمن خلال الاخير تستطيع قراءة نص، مشاهدة صورة، لا بل أن تتفرج على بث حي من قنوات إعلامية عالمية. كل هذا التطور سهل علينا إختصار الوقت وعدم رهن انفسنا في مكان واحد. لا بل نتنقل كهاتفنا المحمول ونكون أغنياء بالمعلومة التي هي ليست بمجانية.
هذا التطور التكنولوجي بحد ذاته قد اثر ويؤثر علينا إجتماعيا وثقافيا وسياسيا وحتى إقتصاديا. وأصبحت خبراتنا في كل المجالات أوسع بكثير بفضل النصوص السلسة والقصيرة التي تختصر تجارب ّاِّخرين من بلدان العالم. إنها تجعلنا نتبادل التجارب بطريقة مسلية وسهلة. أصبحت عبارة العالم قرية واحدة ليس مجرد عبارة تقال فنحن نعيش ونشعر بذلك بشكل يومي كانه عالم حقيقي وليس افتراضي. ولهذا يجري الحديث عن ضمور الصحافة التقليدية بضمور عناوين مطبوعاتها وبيع النسخ القليلة منها.. الاعلانات هي ما تبقى لتبقى الصحف مثلا مستمرة.
وفي أحدث الاحصائيات حول فرض الرسوم على بعض النصوص في الانترنيت توضح زيادة في عدد القراء الالكترونيين والتي جعلت القارئ لا يتوقف عن القراءة، لا بل جعلته يفضل القراءة على شبكة الانترنت. هذه التطورات جعلت الفرد يتسوق كتبا الكترونيا ليحتفظ بها في «الايبادات» مثلا حفاظا على البيئة من الاوراق المضرة لها، فكل ما لايعاد تدويره مضر لها ، مما حدا بالكثير من الصحف والمجلات ان تحول نسختها الورقية الى الكترونية.
الصحف عموما في كل العالم تتكون من الصحافة الورقية والإلكترونية وموقعها الأصلي على شبكة الانترنت ومثله يواكب نسخة أخرى في الهاتف المحمول إضافة الى تطبيق باسم الصحيفة ، والأخير من الممكن تحميله على الهاتف المحمول أو «الايباد « وأخيرا موقعها على مواقع التواصل الاجتماعي. أما مواقع التواصل الإجتماعي فهي كثيرة جدا ومنها الفيسبوك والتويتر، وإذا اراد المرء أن يحذف شيئا واحدا مما ذكرته فإن ذلك من شأنه أن يعوق المهنة ويسبب نقصا في إرسال المعلومة، فكل واحدة منها تكمل الاخرى .
وجود كل هذا له فوائد كبيرة ليس فقط في إرسال المعلومة وإنما يلعب دورا رئيسا في بناء علاقة بين المستقبل وبين المرسل وأيضا لخلق صحافة جادة وواضحة. الفائدة الاخرى هي خلق جمهور واسع من القراء بسبب قوة وسائل الاعلام الالكترونية جنبا إلى جنب مع الموقع الاصلي ومواقع الهواتف المحمولة وتطبيقات الهاتف المحمول. لكن الفوائد هذه لا تقتصر على هذا فقط وإنما تتعدى إلى أغراض التواصل والإندماج مع الناس وأفكارها. فمن خلال وسائل الإعلام الإجتماعية بإمكاننا أن نقوي ونعمق العلاقة مع الافراد، والتي تحتاج لسنوات طويلة لبنائها. وإضافة لكل ما ذكرته فهي تزيد أعداد الناس وتضاعفهم في زيارة صفحاتنا الإلكترونية على سبيل المثال. لأن وسائل الإعلام الإجتماعية تمكننا من مراقبة ردود الافعال، المداخلات، ونقد ما نفعله. وهذا يفرض علينا رد فعل سريع لتطوير انفسنا، وسد رغبات الناس وربما إيصال افكارنا وسياستنا واستراتيجيتنا بطريقة أخرى تسد رغبات الجمهور القارئ.
لهذا علينا العمل مع وسائل الإعلام الإجتماعية باسلوب خلاق واستخدام مايوجد من أدوات لتسويق هذه الأفكار التي نعتقد بانها لمصلحة الجميع ولكن بطرق حديثة جدا. ويعتبر تطوير الصحافة الرقمية مهم للغاية بالنسبة لنا ولهم - الجمهور القارئ- واستخدامها بشكل صحيح سوف يساعدنا ويختصر لنا الكثير من الوقت على خلق التزام أقوى معنا والثقة فينا. وإيجاد قضايا وهموم مشتركة.
لكن وسائل الاعلام الاجتماعية ما زالت ظاهرة جديدة على المحررين والصحفيين والموظفين وحتى على الافراد العاديين.و هذا لا يمنع من أن نبحث على التكنولوجيا ونطور من حولنا. فكلنا يحتاج إلى التدريب.
إن استخدام وسائل الإعلام الإجتماعية يجب أن يكون جزءا من عمل مكتب التحرير وألا يكون عمله تقليديا وأن يكون شيئا يختلف عن سابقه، فهو يمنحنا الإمكانيات اللازمة ويجعلنا نعمل بسرعة. ومن ميزاتها تزويدنا بالمصادر والمعلومات بشكل عام، ويجعلنا نستقصي الأحداث والأمور بشكل أفضل ومختلف. وعليه أعتبر وسائل الاعلام الاجتماعية مسألة هامة جدا لضرورتها الحتمية. فهي تواكب كل شيء وتمتاز بمرونتها وتناسب أذواقا متنوعة وتجذب القارئ بسرعة. وفقا لروبرت مردوخ:»ستزول الصحف المطبوعة عام 2040 لتحل محلها النسخة الإلكترونية». ( الصحافة الإلكترونية، الكتاب الالكتروني). و»عصر تراجع مبيعات الصحف وانخفاض عائدات الإعلانات هو عصر تحول الصحف من مطبوعة الى الكترونية». مردوخ « ستتوفر محال إلكترونية لبيع الصحف إلكترونيا تمكن القراء من القراءة ليس من خلال أجهزة الحاسوب فحسب وإنما من خلال الأجهزة النقالة. فمن مميزات هذه الصحف إنها غنية بالصوت والصورة.