ميثاق أخلاقي لإعلام المواطن

وميض خليل القصاب 
الحوار المتمدن - العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19
مع بروز نشاط واضح للتدوين في العراق .. برز لدينا مشكلة اخلاقية ومهنية .. فالتدوين هو:
1- مدونات شخصية لترويج مشاعر واهتمامات خاصة او عامة كالثقافة والفن والدين. 
2- مدونات اعلامية تترصد نقل الخبر كنوع من أنواع اعلام المواطن.
3- مدونات اصلاحية والهدف منها تقديم تقييم للاوضاع العامة وطرح صوت لتحليل الواقع خارج اطار الاعلام الممول من حكومي وخاص.


المشاكل الاخلاقية والمهنية:



المشكله الأخلاقية .. مشكلة حدود .. فالمدون حر في التعبير .. مما يطرح سؤال هل للحرية حد أم أنها مفتوحة ؟؟ الحد هو الأحترام ...الاحترام للشخوص لأنك تمارس بث للمعلومات وعدم التأكد منها أو رمي الناس بالشبهات قد يوقعك في مطب المحاسبة القانونية من باب التشهير, كما انك لابد ان تحترم الشريحة التي تريد أن تقرء لك ... فلو كنت مثلا تستهدف ان يقرء لك الكل فلابد ان تبتعد عن عبارات الشتم او المواد التي ترتبط بالتجارة الجنسية البورن ..لأنك تتوقع ان كل الفئات العمرية والمجتمعية تتابع مادتك 
اما لو كنت تريد ان تستخدمها فعليك من باب التنبيه واللياقة ان تشير في البداية ان المواد تحتوي عليها لنقرر ان نتقدم ام لا


المشكله المهنية .. الاعلام لابد ان يكون حيادي أو صاحب رسالة .. وان يتميز بالمصداقية ...عندما أوجه نقد أو مديح لابد ان اقوم على أساس .. لا من باب الشتم والنفاق 
ان التدوين لايوجد له شكل عام ..فالتغريد على تويتر حاله حال التدوين بكتابه .. والصور والفديو والفيس بوك حالها حال منتديات المناقشة 
ولو كتبت اطروحة في السياسية هي تدوينه حالها حال من يأخد صورة لرئيس ويضع له تعليقات بالفوتشوب 
ولكن مايفرق أن مستوى الصورة الفوتوشوب قد يكون ارقى من بحثي في رسالته وقيمته الاخلاقية وقد يكون العكس
وللاسف ان الكثيرين يخلطون في مفهوم التدوين والاعلام ومفهوم ان يحصل على اعادة تغريد او لايك واعجاب وتعليقات 
فيستسهل تحوير الصور ..وشتم الناس والاديان والمقدسات ...ويقدم مادة لاتحوي اي فكرة سوى انه غاضب ويريد ان يستفز كل الغاضبين 


هناك حساب على الفيس بوك يقدم نفسه كمهتم بقضية مركزية ومهمة في العراق ولكنه حريص على ان ينشر يوميا صور من نوعية الفوتشوب ومواد وفديوهات تمارس تهيج المشاعر في عقل المتلقي الذي هو اصلا قد صمم نفسه لمحاربتها
وهي ليست تحفيز عكسي او حتى سياسة طرح الحقيقة بقوة لنناقشها .. لان النقاش يؤدي لنتائج ..ولكن هنا سياسة جذب الانتباه وترويج الجدل
والجدل العقيم لانهاية له سوى الاختلاف والكراهية .. والتراكم 
نحن لابد ان نقدم اهداف من عملنا .. لو كنا لانطمح للهدف فهو صحيح ولكن مانقوم به يجب ان يكون له تقييم حتى لانندرج ضمن اهل الجدل العقيم والتحفيز لجذب الانتباه فقط


انا اقترح ان يتم تناول موضوع الاطار الاخلاقي في ميثاق للعمل الصحي بقوانين المهنة الاعلامية .. بدون وضع قيود تحد حرية التعبير وبنفس الوقت تجنبنا ان نتحول لمدونين تحريضين او كما أراها مدونات صفراء تريد الرواج على حساب القيمة والرسالة

2 تعليقات

  1. شكرا لك وميض على هذا المقال الذي اصبت فيه حالنا هذه الايام ، وبات البعض يتخبط بين التدوين الخالي من الضوابط والاخلاقيات المهنية ويعمل من اجل التنكيل او التسقيط او الدفاع المستميت الذي يصل إلى حد الشتيمة والاساءة او التدخل في خصوصيات الناس مبتعدا عن الغاية من التدوين ، ومبررا بذلك سن القوانين تباعا التي قد تحرمنا جميعا من التعبير عن آرائنا او التواصل مع بعضنا.
    لك مني الف تحية

    ردحذف
  2. من الصعب وضع ضوابط اخلاقية
    من لا يمنعه خلقه وتربيته من الامور السيئة لا تمنعه كل الضوابط الاخرى

    ردحذف
أحدث أقدم