شباب وناشطو الانترنت يؤسسون اتحادا للمدونين العراقيين




07/07/2011

New Union Aims to Protect Iraqi Bloggers


بغداد (عبير محمد) : التهديدات المتزايدة ضد حركة المدونين الناشئة في العراق، قادت عددا من ناشطي صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت لإنشاء أول اتحاد للمدونين في البلاد.
ويقول مدونو وناشطو التواصل الاجتماعي إن الترهيب ضدهم اخذ بالازدياد، خاصة منذ انطلاق التظاهرات ضد الفساد الحكومي وتردي الخدمات التي جرت في العراق على غرار احتجاجات الربيع العربي.
ويؤكد ناشطو الانترنت أنهم تعرضوا لتهديدات عديدة تراوحت بين تعليقات غير لائقة وضعت على جدران مدوناتهم، ونهاية بالعنف الجسدي.


ويقول حيدر حمزوز، واحد من المدونين العراقيين المعروفين، انه تعرض للضرب مرتين خلال هذا العام لدى حضوره المظاهرات التي اجتاحت ساحة التحرير ببغداد.
ويقول حمزوز لمعهد صحافة الحرب والسلام إن مجموعة من الرجال هاجمته وضربته بشدة خلال تظاهرة انطلقت شهر نيسان الماضي قبل أن يسرقوا جواله الذي كان ينشر عبره تفاصيل اعتداءات قوات الأمن ضد المتظاهرين على موقع تويتر.
ويضيف حمزوز الذي ما زال طالبا جامعيا "لقد نجحوا في سرقة جوالي، غير أن الحقيقة لن تموت".
ويواصل "كنت مضرجا بالدماء وكانت العناصر الأمنية تتخذ موقف المتفرج من الرجال الذين انهالوا علي بالضرب صرخت انشد المساعدة، إلا أنهم غضوا النظر".
وتعرض حمزوز للضرب، حسبما يقول، مرة أخرى في مظاهرة انطلقت يوم العاشر من حزيران، عندما حاول ثلة من الرجال سرقة جواله لكنه استطاع بمساعدة متظاهرين آخرين أن يمنعهم من أخذه.
ومع ان الاستخدام لشبكة الانترنت في العراق يتسم بالضعف، إلا ان هناك المئات من المدونات الناشطة، اغلبها تنشر باسم مجهول.
وفي ظل غياب هيئة مسؤولة عن حماية المدونين وحقوقهم، لا تتوفر إحصائيات معينة عن عدد المدونين العراقيين الذين تعرضوا للاعتداء أو الاستهداف.
وبينما يتمتع الصحفيون بحماية قانونية فضلا عن اتحادات وأرباب عمل يمثلونهم، يفتقر المدونون لكل ذلك، وفي هذا السياق يقول زياد العجيلي، المدير التنفيذي لمرصد الحريات الصحفية، "يواجه المدنون ومستخدمو الصحافة المجتمعية تهديدات متزايدة أكثر من الصحفيين أنفسهم، فهم يلعبون دورا رائدا في مجتمعاتهم ويواجهون المخاطر نتيجة لذلك".
ويقول محمد حسن، وهو اسم مستعار لمدون عراقي، انه أوقف نشاطه بعد أن نجا من انفجار حدث بالقرب منه.
ويوضح المدون الشاب، الذي بدأ العمل منذ العام 2009، إن الانفجار وقع عندما كان متوجها إلى شارع المتنبي، المركز الرئيس لبيع الكتب في بغداد الذي اعتاد أن يقصده.
ويعتقد حسن انه استهدف بصورة مباشرة لنقده المباشر على صفحات الانترنت لحملات الحكومة ضد المتظاهرين ومنظمات المجتمع المدني، حيث انه تسلم قبل أيام من الانفجار رسالة على بريده الالكتروني نصها "أنت شاب طيب السمعة ومازلت طالبا، فابتعد عن السياسة".
وميض القصاب، مدون عراقي اخر، يقول إنه ترك البلاد العام الماضي بسبب التهديدات المستمرة ضده والتي وصلت حد الاعتداء، بسبب نقده المتكرر للحكومة على صفحات الانترنت.
ويبين القصاب، انه رغم كل شيء واصل الكتابة من غربته، مؤكدا "لن اقبل الهزيمة".
وينتظر اتحاد المدونين الناشئ حديثا الموافقات الرسمية، ويعتقد أعضاؤه أن حصولهم على صفة رسمية سيوفر لهم أمرين، الأول درجة كافية من الحماية، والثاني تسليط الضوء على أهمية ما يقومون به.
وبهذا الصدد يقول حمزوز "احد الأسباب التي تقف وراء رغبتنا في إنشاء اتحاد للمدونين العراقيين هو توفير نوع من الحماية لأعضائنا لتزايد التهديدات ضدهم".
ويضيف "فعلى سبيل المثال، إذا اعتقل مدون ما، سيتمكن الاتحاد من توكيل محام للدفاع عنه".
ويظن بعض المدونين أن مسؤولين يقفون وراء المضايقات التي يتعرضون لها، إلا أن السيد علي الموسوي، رئيس مركز الإعلام الوطني، التابع للحكومة العراقية، فند هذا الادعاء.
ويضيف الموسوي "أعطني رقما معينا، أو اسما معينا لمدون اعتقل بسبب مدوناته"، ويؤكد ان "الهجمات ترتكب من قبل أناس لا صلة لهم بالحكومة"، مستدركا "نحن لسنا ضد الحرية ولا نعارض حرية التعبير عن الرأي".
ورغم عدم وجود فقرة في التشريع العراقي تنص على حماية المدونين، إلا أن دستور البلاد كفل حق التعبير عن الرأي.
ولاحظت أشواق الجاف، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان عن التحالف الكردستاني، أن لجنتها لم تتسلم قط اي شكوى عن مضايقات ترتكب ضد ناشطي الصحافة الاجتماعية، إلا أنها شددت على ضرورة حماية المدونين.
وتؤكد الجاف "إذا كانت أفكارهم تعكس موقفهم بخصوص قضية معينة، فان الاعتداء عليهم يعتبر خرقا لحقوق الإنسان المتمتعين بها".
وتواصل النائبة الكردية ان "الدخول على شبكة الانترنت هو احد حقوق الإنسان في البلاد بعد 35 عاما من الدكتاتورية، لذلك علينا حمايتها جيدا".
اما عمار بن حاتم، رئيس اتحاد المدونين، فيشير إلى انه رغم المخاطر فانه يلمس مستقبلا لامعا للتدوين في البلاد.
مبينا "لم يزل التدوين في مرحلة الطفولة، إلا انه ينتشر بسرعة وسيلعب دورا كبيرا في ترك اثر بارز في المجتمع"، ويضيف "إذا ما واصلنا الهاب مشاعر المواطنين عن طريق المدونات، سوف يسند الينا يوما ما شرف المساعدة في تعزيز الديمقراطية في البلاد".

إرسال تعليق

أحدث أقدم