نحن ومواقع التواصل الاجتماعي
ا.د.ابراهيم العلافاستاذ متمرس - جامعة الموصل
مواقع الاتصال الاجتماعي.. ومن اسمها ومضمونها، تعني التواصل بين الناس. ومن المؤكد ان الناس يختلفون في ارائهم، وتوجهاتهم، واذواقهم، وردود فعلهم. وليس بالضرورة ان يتفق الجميع على رأي واحد، فالتعددية اساس الحياة ولو شاء الله لخلق البشر كلهم من لون واحد وجنس واحد وبلغة واحدة ولكنه خلقهم مختلفين من اجل التعارف والتعاون.
لذلك فإن ما يجري من امور سلبية في مواقع التواصل الاجتماعي مخالف لقوانين الطبيعة ومخالف لما يسميه العلامة ابن خلدون «طبائع الاشياء « وينم ذلك كله عن تدن في مستوى بعض من يتعامل مع الانترنت وملحقاته من فيسبوك وتويتر وما شاكل، واقصد بتدني مستوى المتعاملين الثقافي والفكري.
للأسف وجدت من خلال تعاملي مع الفيسبوك ان الكثيرين لايميلون الى التركيز على الامور الايجابية في الحياة، وحتى مواقفهم السياسية فكثيرا ما تكون متطرفة ومتشجنة وغير ايجابية.انهم ولا اقصد الجميع وانما الكثرة من المتعاملين مع مواقع التواصل الاجتماعي يبحثون عن كل ما هو مظلم وسلبي بل ومقزز في المجتمع فبدلا من ان ينشر صورة لحديقة جميلة او للوحة جميلة نراه يبحث عن اماكن تجمع القمامة لكي يهاجم المسئولين ويتهمهم بالتقصير وينسى نفسه هو كمواطن يتطلب الامر منه ان يسهم في تكريس قيمة النظافة وهكذا ..
انا اعتقد ان مواقع التواصل الاجتماعي ليست مخصصة للسباب والشتائم ، وانما لاشاعة قيم المحبة والتسامح وادعو كل من يتعامل مع هذه المواقع ان يكون ذواقا، كيسا، لطيفا، ودودا يبتعد عن النفس العدوانية وان يجعل من نفسه اداة للبناء وليس للهدم هذا أن اردنا ان نبني مجتمعنا وبلدنا من جديد.. لنتحل بالصبر، ولنتعلم لغة الحوار، ولنقبل الاخر، ونحترم الرأي المناقض لرأينا فالاختلاف لايفسد في الود قضية.. مواقع التواصل الاجتماعي هي كالصحف.. كالمجلة والجريدة ويجب ان تكون هناك ضوابط واخلاقيات للمهنة. والقلم القوي هو القلم الذي يحاور ويناقش ويأتي بالادلة قبل ان يتهجم على من يخالفه اي ان يقيم الحجة بالحجة والصحفي سواء في الصحافة الورقية او الالكترونية هو اولا واخيرا صاحب رسالة والمدون هو صحفي والفيسبوكي هو صحفي والتويتري هو صحفي ومعنى هذا ان تكون لديه رسالة واية رسالة انها رسالة البناء والحب والتسامح واعتقد ان على اتحادات الانترنت والمواقع المختلفة ووسائل الاعلام ان تقوم بدور تثقيفي لحصر هذه الظاهرة السلبية وتبيان مخاطرها على مستقبل الثقافة الرقمية في بلداننا.
*نقلا عن مدنة الدكتور ابراهيم العلاف:
http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2014/05/blog-post_9950.html