ثورة التواصل في تساؤلات الشاعر العربي أدونيس خلال زيارته لمعرض أربيل الدولي للكتاب

مدارات - أسئلة طرحتها على نفسي في أربيل
الخميس, 19 أبريل 2012
أدونيس
ثورة التواصل
(خلاصة حوار مع بعض الشبان في أربيل)
تتيح ثورة التواصل الإلكتروني للشابات والشبان العرب أن يفصحوا عن أفكارهم وآرائهم وتجاربهم، دون رقيب من أي نوع، وبحرية كاملة. لا مثيل لهذه الظاهرة في تاريخهم كلهم، قديماً وحديثاً. هذه، وحدها، وفي حدّ ذاتها ظاهرة ثورية حقّاً.
يجدر إذاً بالأجيال العربية الشابة أن تفيد من هذه الثورة معرفيّاً وإنسانيّاً. جدير بهم خصوصاً، أن يخلقوا «ثورات صغيرة» فردية ونفسية ومعرفيّة، وجسدية، وحوارية، داخل «الثورة الكبرى» الاجتماعية الثقافية الاقتصادية.
جدير بهذه الأجيال أن تعطي لأدوات هذا التواصل حقّها من الاعتراف بعبقرية الإنسان في ابتكار الجديد الفعّال من أجل مزيد من تقدّم البشرية وازدهارها.
بعضهم يسير في هذا الاتجاه، ويبدع وينجز. غير أنّ بعضاً آخر وهو الأكثرية، يتّخذ من هذا الابتكار العظيم مجرد وسيلة لممارسة الابتذال في أدنى أشكاله، وللشتائم في أبشع صورها، وللافتراءات في أحطّ معانيها. هكذا يحوّلون هذا المكان الكريم، أساساً، إلى بؤر ومستنقعات للنفايات والقذارات من كلّ نوع.
اللغة العربية تخجل هي نفسها من هؤلاء الذين يحوّلون أداة حضارية كبيرة إلى مجرد آلة لتبادل الشتائم والافتراءات.
وهي أسفاً واحتجاجاً وغضباً، تكاد أن تتحوّل إلى جرح عميق مفتوح..
هل ستضع أيها الصمت، أنت أيضاً، ملحك على شفتي هذا الجرح؟

إرسال تعليق

أحدث أقدم