بيضٌ صنائعنا سودٌ وقائعنا *** خضرٌ مرابعنا حمرٌ (متاحفنا)

كانت فكرة جميلة من اللجنة التحضيرية لمؤتمر المدونين الأول لزيارة المتحف الأحمر في السليمانية الذي يجسد التعذيب الذي كان يمارسه جلادوا النظام البعثي السابق ضد ابناء شعبنا الصابر.
ونتطلع الى اليوم الذي تتحول فيه سجون القوات الامريكية في ابو غريب وبوكا والمنطقة الخضراء وبقية معسكراتها الى متاحف تذكارية تجسد ما تعرض له أبناء العراق من إهانة واغتصاب وتعذيب وقتل على أرض عراقية وبيد غازٍ محتل.
وإذا كان هذا حال سجون النظام البعثي البائد فإن السجون الحالية ليست فنادق خمس نجوم بل بعضها أسوء بكثير كسجن سوسة - في السليمانية أيضاً - أو بقية السجون السرية والعلنية الحكومية وغير الحكومية..
محرقة ملجأ العامرية .. مسلخ ملجأ الجادرية .. مأساة ملجأ الحنان! هل سيأتي اليوم الذي تتحول فيه ملاجئ الموت هذه الى متاحف ونصب تذكارية؟



وإن تعجب فاعجب من مخلفات الجيش العراق المهزوم من شمال العراق! وقطعاته المتروكة قرب المتحف الأحمر.. تلك الدبابات التي قاتلت على ارض فلسطين أعوام 1948 و 1967 و 1973 وأنقذت دمشق والأردن من نفس المصير.
مدونون يرفعون علامة النصر!
وإن كان صدام قد سيطر على كل مفاصل ووزارات الدولة فقد كان الجيش ضحيته الأولى حين أدخله في مختلف الحروب غير المتكافئة وغير المدروسة وحوله الى أداة قمع بل وأعدم ونكل بمئات من ضباطه الأبطال مع عوائلهم لأنهم لم يستجيبوا لقراراته المجنونة أو الذين حاولوا عشرات المرات الانقلاب عليه والتخلص منه دون ان يكتب لهم هذا.
أو حين لاذ هذا الجيش بأحضان شعبه! هارباً من الكويت وهو يلعق جراح 33 جيش معادي عام 1991 
أخيراً .. ألم تكن هذه الدبابات هي ذاتها التي استجار بها رئيس الاقليم عام 1993؟
لا عزاء لنا سوى ان قطعات الجيش هذه لا زالت محفوظة في المتحف الأحمر عكس التي نسفتها الطائرات الامريكة بصواريخ اليورانيوم المنضب أو سرقتها الايادي الخبيثة وهربتها الى دول الجوار بعد سقوط بغداد عام 2003 وقرار بريمر حل الجيش العراقي.


* هذه كانت هي الجولة السياحية التي تحدث عنها المكتب الاعلامي للإتحاد الوطني الكردستاني على موقعه الرسمي:
"وسيقوم المشاركون في المؤتمر بجولة سياحية في مدينة الابداع والمبدعين السليمانية التي اصبحت قبلة للناظرين من كل بقاع العالم واصبحت كذلك مدينة للعلم والعلماء وكل من يتلقى التدريب في كل المجالات والتطورات الحياتية والاجتماعية في كافة الميادين."

إرسال تعليق

أحدث أقدم