ماذا عن مسيحيي العراق؟ إشارة مدون عراقي تتحول الى سجال حول الاديان والاقليات

إعدام قس إيراني وحديث عراقي عن حرية الاديان والاقليات: ماذا عن مسيحيي بلاد الرافدين؟
بغداد – "ساحات التحرير"
25/10/2011
تحولت إشارة أحد المدونين العراقيين حول إعدام قس إيراني إلى سجال مشحون حول حقوق الأقليات في الشرق الأوسط منذ العام 2003 وإلى اليوم.
فقد كتب مدون يطلق على نفسه تسمية: "المندائيون الآن"، يقول: "الاخوة الكرام - خلال ساعات سيتم اعدام القس نادر خاني في ايران بسبب احتجاجه على تدريس الشريعة الاسلامية والقرآن الكريم للاطفال المسيحيين!، وهذا يذكرنا بموقف طارق عزيز عندما نّبه البطريرك شيخو على موقفه من تدريس القران لمسيحيي العراق. والمهم ان حكومة ايران الاسلامية اتهمته، اي القس المذكور، بانه كان مسلماً في شبابه وانتقل للمسيحية، لذا وجب اعدامه! وسؤالنا: اين كانت حكومة طهران قبل احتجاجه على تدريس القرآن لمسيحيي ايران؟".
الكاهن الايراني نادر خاني
وحول هذه القصة شارك عدد من المدونين بآراءهم التي اتسم بعضها بالانحياز إلى هذا القس من المنطلق الإنساني فيما رآى آخرون أن ما يحصل هو مجرد "تطبيق للشريعة الإسلامية". 
المدون غازي منيف كتب سلسلة من الأسئلة أثارها الموضوع: "لماذا يخاف القس من تدريس الشريعة الاسلامية؟ ولماذا نخاف نحن من القساوسة والرهبان؟ أليست هذه تعاليم الله في الارض؟ لماذا لا تكون لدينا القوة على قراءة الاخرين؟ لماذا لا نؤمن نحن أبناء الجنس البشري بأننا جميعا نشترك في حاجتنا للبقاء والاستمرار على سطح هذا الكوكب؟"

ويذكر ثائر رحمن بالقس الأميركي الذي أراد حرق القرآن، ويجد أن ما يحدث في إيران هو أمر يخص الإيرانيين وقوانينهم: "نحن الان نحزن على هذا القس، وهذا شعور انساني لا مناص منه لان ازهاق روح ليس بالامر الهين، ولكننا بالامس القريب شهدنا احد القساوسة الأميركان اراد احراق قرآن المسلمين ولم يحاسب بحجة الحرية.. وبالنتيجة فإن القتل  هو قصاص المرتد في الاسلام وايران دوله مسلمة ولها قوانينها الخاصة، فلماذا لم يحترم هذا القس قوانين ايران؟ كان الاجدر به، إن أراد ان يصبح مسيحياً، ان يذهب الى دولة تتقبله بعد ردته واحترام قوانين دولته"..
ويعلق غازي منيف بالقول: "وهل تحتاج حكومة أيران لتبرير أغتيالها للروح البشرية؟ حيث دائما القواعد جاهزة والضحية دائما هو الانسان الذي لم تعد حياته تساوي أكثر من كلمات مكتوبة على عجل... إن المتزمتين والذين يعيشون العقد المذهبية هم من يمنحون الفرصة لعصابات الدم أن تنفذ مشاريع القتل المجاني. آمل أن يكون همنا وأملنا في بناء جيل يشعر بالاخرين ويؤمن بحقهم بالعيش الكريم، ولنتفق جميعا أن أخوتنا في وطننا هي أسمى وأكبر من كل الانتماءات اللاهوتية اللتي لم نجن من ورائها ألا الضعف والهوان"...
ويعلق "المندائيون الآن" بالقول: "أخي ثائر ارجو ان لا ياخذك النفس المتعطش للثأر.. كان الاجدى ان تتساءل عن رجال الدين المسيحيين والصابئة ممن قتلوا في العراق ولبنان وسوريا بلا ذنب ارتكبوه.. هل هؤلاء كانوا مرتدين برأيك كي يلقوا حتفهم؟ ثم لماذا لم تتم محاكة هذا القس الايراني قبل احتجاجه على التعليم القسري لتلاميذ المدارس؟ اليس هذا سؤال وجيه برايك؟ ثم لماذا يتم تعليم ابناء الديانات الاخرى بتعاليم دينية مختلفة منحها الدستور الحق في استقلاليتها الشرعية والدينية كمكون وطني؟ اليس الشرع يوصي بان "لا اكراه في الدين"؟ أرجو ان يدرك الاخوة الكرام ان الاقليات الدينية مستهدفة في عموم منطقة الشرق الاوسط، وكوننا على تماس مباشر مع عمليات التطهير الجارية في العراق منذ عام 2003، فاننا على علم بوجود مخطط عالمي رهيب بهذا الخصوص". 
أما سناء حنا فكتبت تقول: "كلنا نتذكر مثلث الرحمة الأب (بولص فرج رحو) الذي اختطفوه وقتلوه في الموصل.. هل كان مرتداً عن اي دين؟ بالعكس كان انساناً رائعاً وكانت اعماله الخيرية تفوق الوصف، ولم تكن اعماله تخص المسيحيين فقط بل كان يساعد الكل، وأتمنى ان تبحثوا عن أعماله وكيف قتل. ولو كان القس الإيراني بيوم من الأيام مرتداً عن الدين الأسلامي لما كانوا قد تركوه كل هذه الفترة، بل كانوا قتلوه من اول دقيقة لأرتداده... وأنني اقول: لو كان مسلماً وبمدرسة ما وحاول تدريس الدين المسيحي ماذا كان سيكون عقابه؟ أنني ضد حكم الأعدام بكل اصنافه وخاصة بهكذا جريمة.. فهل اذا حافظ قس على رعيته يكون عقابه الأعدام؟ أعتقد يوجد الكثيرون يقرأون القرآن ولكن لا يطبقون ما يقرأون، كل يوم نرى الألاف من المسيحيين تهجر من العراق بحجة "يا أما تصبحون مسلمين أو نقتلكم".. وأنا واحدة من الناس الذين خرجت من العراق بسبب هذا الشيء.. ليس اجمل ولا اروع من هذا الكلام (اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك).. كل الذي ارجوه من الناس الذين هم مقبلون على اصدار حكم الأعدام بهذا الشخص أن يتذكروا هذا الكلام ويطبقوه"..
وتعيش في العراق أقليات دينية عديدة أبرزها من المسيحية والصابئية والإيزيدية. وقد تعرضت تلك الأقليات بعد الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003 إلى عمليات قتل وتهجير، بل وإبادة مستمرة، ما دفع بالآلاف منهم إلى مغادرة العراق والبحث عن وطن بديل.

إرسال تعليق

أحدث أقدم